د/ عفاف السيد زيدان وكتابها زين الأخبار

من عيون الأدب الفارسي‏

زيـن الأخـبار‏..‏ لأبي سعيد الجرديزي

د/ عفاف السيد زيدان

وزين الاخبار‏..‏ كتاب من القرن الرابع الهجري كتب بالفارسية‏,‏ التي نشأت في ظل الإسلام في القرن الثالث الهجري وأصبحت تكتب بالابجدية العربية‏,‏ بعد ان كانت تكتب الخط المسماري وبالحروف الآرامية غير ان الفارسية تزيد أربعة أحرف عليها‏,‏ وهي الباء المثلثة كما في حرف‏p‏ في الإنجليزية والجيم المثلثة وتنطق كحرف‏CH‏ في الإنجليزية‏,‏ والزاي المثلثة والكاف ذات الشرطتين وتنطق كحرف‏G‏ في الإنجليزية‏,‏ أو الجيم غير المعطشة في العامية المصرية‏.‏

والكتاب تأليف المؤرخ الجرديزي‏,‏ نسبة لمدينة كرديز الواقعة شرق العاصمة كابول الأفغانية‏,‏ وكنيته أبو سعيد‏,‏ واسمه عبد الحي بن محمود بن الضحاك الجرديزي‏,‏ وكتب عمله في غزنة بأفغانستان‏.‏ ويتناول الجرديزي في كتابه تاريخ العالم منذ بدء الخليقة حتي عصر المؤلف وهو متعدد الجوانب متعدد الاتجاهات‏,‏ ففيه التاريخ والآثار والأعياد والعادات والتقاليد والانساب والمعارف‏,‏ ومنها اخبار ملوك العجم وتواريخ خلفاء المسلمين وملوك الإسلام‏,‏ وكذا طريقة لاستخراج التواريخ من الأخري وهي التاريخ الرومي والهجري والهندي‏.‏ وللكتاب أهميته بالنسبة للحضارة الإسلامية قد تزيد عن قيمته الأدبية بالنسبة للتراث الفارسي‏,‏ وهو لايخلو من النكات الدقائق واللطائف التاريخية التي لاتوجد في كتاب آخر قط‏,‏ كما قال عنه العلامة الإسلامي محمد القزويني وهو أكثر أهمية لدي الإيرانيين من أي كتاب آخر للتاريخ‏,‏ ومن هنا إذا اردنا ان نتعرف علي الرافد الفارسي في ثقافتنا‏,‏ بدلا من الاخبار والمعلومات المبتورة لابد لنا أن نقرأ ترجمة هذا الكتاب العربية للعالمة الفاضلة الدكتورة عفاف زيدان‏,‏ التي بدأت عملها منذ عام‏1968,‏ مع هذا السفر العظيم أو الموسوعة التاريخية الإسلامية التي تشتمل علي ومايتعلق بتاريخ إيران بمفهومها القديم‏,‏ إضافة لأفغانستان وأجزاء كبيرة من آسيا الوسطي والهند‏.‏ كما يؤرخ هذا الكتاب لمختلف الأحداث والوقائع التي عايشها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام‏,‏ والصحابة رضوان الله عليهم ويوم الوفاة ويوم الولادة وتحول القبلة وفتح مكة وطعن علي بن ابي طالب من عبد الرحمن بن ملجم أثناء صلاة الفجر وقبلها يوم زواج فاطمة الزهراء من علي بن طالب عليهما رضوان الله والأعياد وتسميتها‏.‏ وكذا المعارف والانساب سواء للترك أو العجم والعرب أو الهنود أو حتي الصين‏.