بستان اللغة الفارسية
أهلا وسهلا بك فى منتدى بستان اللغة الفارسية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بستان اللغة الفارسية
أهلا وسهلا بك فى منتدى بستان اللغة الفارسية
بستان اللغة الفارسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» قاموس فارسى عربى وبالعكس ( الكترونى) (مقتبس)
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 17, 2022 5:27 am من طرف شكنجه دل

» حمل كتاب صوتى جميل جدا لتعليم اللغة الفارسية
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 20, 2019 6:26 am من طرف Sara Essam

» كتاب صوتى جميل يحتوى على محادثات فارسية فى مختلف المجالات (استمع وتعلم)
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 20, 2019 6:13 am من طرف Sara Essam

» حمل قاموس فرهنك اصطلاحات روزpdf (مقتبس)
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2018 6:23 pm من طرف د آمنة فهمي

» دستور زبان فارسى ج1
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2018 6:20 pm من طرف د آمنة فهمي

» حمل قاموس فرهنگ عمید (فارسی فارسی)
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2018 6:16 pm من طرف د آمنة فهمي

» حمل كتاب عن الأمثال الفارسية
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2018 5:24 pm من طرف د آمنة فهمي

» حمل كتاب ( اللغة الفارسية )
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2018 5:20 pm من طرف د آمنة فهمي

» كتاب جميل لتعليم الأطفال اللغة الفارسية مع الشعر يمكن أن يستفيد منه المبتدئين
تاريخ الدولة القاجارية I_icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2018 5:08 pm من طرف د آمنة فهمي

التبادل الاعلاني
pubarab

تاريخ الدولة القاجارية

اذهب الى الأسفل

تاريخ الدولة القاجارية Empty تاريخ الدولة القاجارية

مُساهمة من طرف د/ فتحية الدالى السبت مايو 01, 2010 3:46 pm

جلوس آغا محمد خان على العرش

بعد أن نجح أغا محمد خان فى إزالة خطر الأخوة الثائرين والتغلب على الزنديين وإدخال شمال إيران ووسطها فى طاعته , توج آغا محمد خان نفسه ملكا فى النيروز من عام 1200هـ .ق / 1785 م بمدينة طهران . و اختار( بابا خان ) الابن الأكبر لأخيه حسين قلى جهانسوز لولاية عهده . واختار طهران عاصمة لملكه بسبب قربها من استراباد مقر قبيلة القاجاريين بالإضافة إلى هيمنتها على الولايات الجنوبية التى كانت لاتزال تحت سيطرة الزنديين . ثم قسم حكم الولايات على رؤساء القاجاريين وكبارهم ثم أخذ يستعد لاستئصال جعفر خان الزندى . فخاض حروبا وغزوات استمرت لمدة عشرة سنوات استطاع أن يبسط بفضلها سلطانه على فارس كلها .
وخاض آغا محمد خان محاولات عدة مع الكرج الذين كانوا يدينون بالطاعة لروسيا ليدخلهم فى طاعته أى فى طاعة إيران , بدأت بمحادثات سلمية وانتهت بغزوهم فى عام 1209 هـ. ق/ 1794 م وحاول إبراهيم خليل خان قائد الكرج الثبات أمامه ومقاومته بشدة إلا أن آغا محمد خان ترك مدينة شوشى التى كان يحاصر فيها إبراهيم خان وهاجم تفليس فجأة , ولأن إبراهيم خان كان رجلا عجوزا فقد آثر الفرار, فاستولى جيش آغا محمد على تفليس وأعمل فيها أعمال السلب والنهب , هذا وقد تحركت روسيا لنجدة الكرج وزعيمها اركلى خان , فأرسلت جيشا فى أواخر عام 1210 هـ . ق ولكن من حسن حظ آغا محمد خان إذ ذاك أن توفيت كاترين الثانية ملكة الروس فى ذلك الوقت فأمر خليفتها بعودة الجيش إلى بلاده , وفى ذلك الوقت كان آغا محمد خان فى خراسان يحاول السيطرة عليها , ولما فرغ من أمر خراسان عاد إلى شوشى ثانية لاستعادة البلاد التى استولى عليها الروس فى هذه الحملة .
وحينما تمكن آغا محمد خان من الاستيلاء على إحدى قلاع شوشى هرب إبراهيم خان إلى داغستان , فصب أغا محمد جام غضبه على ثلاثة من خدمه الخاص لأسباب واهية وهددهم بالقتل, فاتفق الثلاثة سرا على قتلة , فقتلوه وهو نائما وقت السحر فى الحادى والعشرين من ذى الحجة عام 1211 هـ .ق / 1796م , وحملوا تاجه وحزامه وجواهره التى كان يحتفظ بها إلى صادق خان الشقاقى وهو أحد قواده, ودفع آغا محمد خان الذى كان يتمتع برشادة عقل وتدبير صائب حياته ثمنا لشدة طبعه وقسوته وحبه الشديد للمال وحرصه الشديد عليه .
وبعد أن انتشر خبر مقتل آغا محمد خان فى اليوم التالى ثار الجند ثورة كبرى إلى حد أنهم قد غفلوا عن دفنه , وسلك كل قائد من قواده طريقا, فارتحل حاجى إبراهيم خان (اعتماد الدولة) إلى طهران على عجل , بينما اتجه صادق خان الشقاقى إلى آذربيجان وأعلن بها سلطنته .

سلطنة فتح على شاه
عندما سمع بابا خان بن حسين قلى خان جهانسوز, ابن اخو آغا محمد خان بخبر مقتل عمه, حيث كان يقيم حينئذ فى شيراز, اتجه إلى طهران بسرعة فوصلها فى صفر سنة 1212 هـ . ق / 1797م , وقد أبدى اعتماد الدولة كفاءة ممتازة فى تأمين وصول بابا خان إلى العاصمة طهران وإحكام قبضته على زمام السلطنة , بالرغم من وجود أعداء عدة للشاه الشاب بابا خان ولهذا نُصب وزيراً لبابا خان .
وتُوج بابا خان رسمياً سلطان على البلاد, يوم عيد الفطر عام 1212هـ.ق 1797م باسم فتح على شاه, فى طهران . ثم تحرك للقضاء على صادق خان الشقاقى, الذى كان قد أتى إلى قزوين لمحاربته, فتمكن فتح على شاه من تحقيق النصر عليه فى آذربيجان . ثم عفا عن صادق بعد قليل, بعد أن قام صادق بتسليمه الجواهر السلطانية التى كانت ملكاً لعمه , فولاه حكم ولاية سراب مكافأة له . ثم أمر فتح على شاه بنقل جثمان آغا محمد خان من شوشى , حيث تم دفنه بالنجف الأشرف .
وقد صار فتح على شاه فريسة لثوار كثيرين فى سلطنته , بسبب أسلوب عمه آغا محمد خان فى إدارة حكمه,حيث كان آغا محمد قد وجه كل اهتمامه إلى الغزو, وانصرف عن الاهتمام بإدارة البلاد ولم يحرص على تأسيس بناءٍ لدولته يدوم من بعده, هذا بالإضافة إلى عدم رضا الكثيرين عنه وعن أعماله , مما أدى إلى خروج ثوار كثيرين لمواجهة فتح على شاه, وكان هؤلاء الثوار على شاكلتيين: أولهما أعقاب الأسرة الصفوية والافشارية والزندية الذين كانوا يحاولون استعادة سُلطتهم السالفة , وثانيهما بعض قواد آغا محمد خان وأقاربه .
فقد واجه فتح على شاه محمد خان الزندى بن زكى خان,الذى خرج عليه فى جمع من جنده واستولى على أصفهان , فأرسل فتح على شاه بعض خانات القاجار لصده فاستطاعوا أن يحققوا النصر علية واضطروه إلى الفرار وأدخلوا أصفهان مرة أخرى فى طاعتهم .
كما خرج عليه أخيه حسين قلى خان الثانى والى أصفهان, وأسر أتباع الشاه أمثال الوزير, ورئيس حراس قلعة فارس, ورئيس شرطتها وهو أخو اعتماد الدولة , ثم سلمهم, واستولى على أصفهان .وكان فتح على شاه فى آذربيجان عندئذ , فعاد إلى طهران . وفى أثناء الطريق أتوا له بمحمد خان الزندى أسيرا فسمل عينيه , أما حسين قلى خان فقد أتى إلى فراهان للقاء أخيه إلا أن أمهما تدخلت وأصلحت بينهما فتصالحا .
وفى عام 1213هـ .ق /1798م اختار فتح على شاه ابنه الرابع عباس ميرزا, بناء على وصية آغا محمد, وليا لعهده وعينه حاكما على آذربيجان , ولكنه توفى فى حياة والده , فاختار محمد ميرزا ابن عباس ميرزا, لولاية العهد وحكومة آذربيجان , رغم معارضة بقية أبناء فتح على شاه الآخرين .
وفى سنة 1215هـ .ق / 1800م أساء فتح على شاه الظن باعتماد الدولة,بسبب وشايات بعض أقاربه, فأصدر أوامره بالقبض علي الوزير وكل من يتعلق به, فى يوم واحد, وقتل بعضهم وسمل آخرون , وأعمى اعتماد الدولة أيضا بالرغم من كفائتة البالغة التى أبداها أثناء فترة وزارته لفتح على شاه , ثم قطع لسانه وأرسله إلى قزوين , فظل بها حتى وفاته . وعين فتح على شاه مكانه محمد شفيع المازندرانى بوزارته, وقد كان من المستوفين فى البلاط .
وفى عام 1216هـ .ق/1801م , أعلن كل من حسين قلى أخو فتح على شاه, ونادر ميرزا بن شاهرخ الأفشارى العصيان على فتح على شاه, فقضى على الأول وسمل عينيه وقتل الآخر وسمل أعين أولاده وبعض أتباعه ونفى بعضهم إلى مازندران .
وقد بدأ فى عهد فتح على شاه الاتصال المباشر بالدول الأوربية , حيث عقدت إيران فى عهده معاهدة تحالف مع فرنسا فى عام 1222هـ .ق/ 1809م , وقد كانت فرنسا تهدف من هذه المعاهدة, أن ينفتح أمامها طريق الغزو الفرنسى إلى الهند عن طريق البر , فى مقابل أن تمد فرنسا إيران بالأسلحة , وأن تقوم بتدريب بعثاتها العسكرية , لتتمكن إيران من مقاومة روسيا التى كانت قد نجحت فى ضم جورجيا سنة 1216هت. ق/ 1801م , هذا إلا أن نابليون قد اتفق مع روسيا سريعا , وانتهت العداوات التى كانت قد شبت بين روسيا و إيران فى عام 1229هـ.ق /1813م بمعاهدة گلستان التى اعترفت فيها إيران لروسيا بامتلاك جورجيا .
وفى عام 1230هـ.ق/1814م وقعت إيران معاهدة تحالف دفاعى مع بريطانيا العظمى , وقد كانت هذه المعاهدة غير ذات قيمة قط لإيران ,إذ تعهدت إيران وفق هذه المعاهدة , بإلغاء كافة المعاهدات والقرارات التى عقدتها مع الدول الأوربية المعادية لبريطانيا,وألا تسمح لجيوشهم بالمرور عبر الأراضى الإيرانية,فى مقابل أن تسعى إيران إلى إزالة أى خلاف بين إيران والدول الأوربية, اذا وقع أى عداء بينهما,وأن تمد إيران بالعون العسكرى إذا ما تطلب الأمر ذلك ,وقد وصفت هذه المعاهدة بأنها من أسوأ المعاهدات فى تاريخ إيران , وعلى الرغم من ذلك فقد ظلت تلك المعاهدة سارية المفعول حتى عام 1274هـ.ق/1857م .
وفى عام 1242هـ .ق/ 1826م خاضت إيران حربا جديدة مع روسيا , أتبعت فيها إيران انتصاراتها الأولى بسلسلة من الهزائم ؛ بلغت أشدها باستيلاء روسيا على تبريز , فاضطرت إيران إلى عقد معاهدة تركمان جاى – الموقعة فى عام 1244هـ . ق/1828م , و التى نصت على إعطاء روسيا ٳقليمى ٳريوان ونخجوان؛ الذين كانا ضمن الأراضى الإيرانية, هذا بالإضافة إلى دفع تعويض كبير, كما نصت على إعطاء الحق إلى السفن الروسية فى الرقابة الحربية على بحر قزوين, ومنح روسيا الكثير من الامتيازات, كما أعطى ملحق المعاهدة الذى عقد بعد ذلك لروسيا, حقوقا اقتصادية وجمركية خاصة .
وهكذا أصبحت إيران منذ ذلك الوقت وحتى القرن العشرين, موزعة بين المصالح المتعارضة بين روسيا وبريطانيا , إذ كانت روسيا تبنى سياستها على أساس التوسع فى آسيا, وتطمع فى أن يكون لها ميناء فى المياه الدافئة فى الخليج الفارسى, بينما كانت بريطانيا تسعى إلى السيطرة على الخليج الفارسى وجميع الأراضى المجاورة إلى الهند؛ أعظم مستعمرة ظفرت بها .
وفاة فتح على شاه :
كان المرض قد ازداد على فتح على شاه , بعد وفاة ولى عهده وابنه الأكبر عباس ميرزا,إلى أن توفى سنة 1250هـ .ق/ 1834م عن سن يناهز الثامنة والستين فى أصفهان, بعد حكم دام سبعة وثلاثين عاما ودفن بمدينة قم .
وقد قضى فتح على شاه فترة حكمه فى حروب داخلية وخارجية , استطاع أن يحقق فيها بعض الانتصارات بفضل أبنائه وقواده , وقد اشتهر فتح على شاه بحبه إلى المتعة والمال وكثرة الزوجات , حتى أن كتب التاريخ قد ذكرت أن عدد زيجاته قد بلغت 157 زيجة,وأن عدد أنجاله وأحفاده قد بلغ الألفان, وقد كان فتح على شاه يقرض الشعر ويتخلص بلقب خاقان, وقد ازدهر الأدب الفارسى فى عصره, وبزغ فى عصره علم التأريخ .
وقد استطاع رجال الدين فى عهده أن يحققوا نفوذا وسطوة كبيرتان , وقد تفشى النفاق فى عهده بين رجالات بلاطه مما أدى إلى إلحاق الهزائم بجيشه .

سلطنة محمد شاه بن عباس ميرزا

لما بلغ محمد شاه بن عباس ميرزا خبر وفاة فتح على شاه الذى كان قد تولى ولاية العهد بعد أبيه, جلس على عرش السلطنة فى تبريز فى سنة 1250هـ .ق/1834م, أى فى نفس العام الذى توفى فيه فتح على شاه, بمساعدة أبى القاسم قائم مقام فراهانى ,ثم توجه إلى طهران بصحبة سفيرا انجلترا وروسيا هذا إلى جانب وحدة مدفعية من جيشه, وجيش كبير يترأسه لندساى القائد الانجليزى, وفى أثناء الطريق, قام عمه على ميرزا ظل السلطان بالاستيلاء على طهران وأعلن نفسه سلطانا على البلاد, وحين بلغ محمد شاه طهران,استلم ظل السلطان فعفا عنه محمد شاه,واختار قائم مقام فراهانى رئيسا لوزارته ,وعلى الرغم من أنه كان رجلا فاضلا ذا كفاءة وحزم فى تدبير أمور الدولة , إلا أن أعدائه قد حاكوا له المؤامرات بالاشتراك مع" الحاج ميرزا الآغاسى " الذى كان يطمع فى منصب الوزارة لنفسه , حتى نجحوا فى إثارة الشاه ضده, فحبسه فى قضر باغ نگارستان حتى مات خنقا فى إحدى غرف القصر, وتولى الوزارة من بعده الحاج ميزا الآغاسى, وقد كان ذلك الرجل معروف بالجهل والعجز والغرور , وقد ظل يدير الوزارة حتى نهاية عصر محمد شاه.
وكان أخوى , محمد شاه , حسين على ميرزا فرمان فرما (الآمر) , وشجاع السلطنة حسن على ميرزا قد أعلنا الثورة فى شيراز وحاولا الاستيلاء على العراق فأرسل محمد شاه جيشا لدفع شجاع السلطنة , فتمكن من هزيمتهما واستعادة شيراز منهما وأسرهما, فسمل عيني شجاع السلطنة وسجنه , أما الآمر, فقد لقى حتفه فى وباء عام أصاب طهران .
وقد بذل محمد شاه جل جهده, أثناء فترة حكمه ,لتحسين الحالة الداخلية للبلاد , وإلغاء التعذيب, ومنع استيراد العبيد إلى إيران, وقد خطبت روسيا ودّ إيران أثناء فترة حكمه , حتى تتمكن من تدعيم نفوذها فيما أحرزته من ولايات القوقاز وتركستان.
وقام محمد شاه بمساعدة روسيا بمحاولة لإعادة فتح هراة ؛ ولكن هذه المحاولة واجهت معارضة شديدة من قبل بريطانيا , حتى أنها قد أرسلت ضابطا بريطانيا لتنظيم المقاومة ضد محمد شاه ,و التى قد انتهت بالنجاح فى هراة , مما أدى إلى وقوع خلاف دائم بين إيران والدولة العثمانية, واشتد هذا الخلاف على الحدود بين البلدين فى عهد محمد شاه , وخاضا معا معارك متعددة على المناطق الحدودية , وتدخلت روسيا وانجلترا لفض هذا الخلاف واجريا مفاوضات بينهما فى مدينة " ارزنة الروم " لحل الخلاف بينهما , وعقدت معاهدة ارزنة الروم مع العثمانيين فى عام 1262هـ .ق / 1857م , صرفت إيران بموجبها النظر عن المطالبة بأي حق لها فى ولاية السليمانية , فى مقابل اعتراف العثمانيين رسميا بسيادة إيران على ميناء المحمرة وجزيرة خضر والساحل الشرقى لشط العرب , وحق ملاحتها فى هذه الأجزاء , وتعتبر هذه المعاهدة من أهم الأحداث التى تمت فى عهد محمد شاه.
وفى نفس عام 1262هـ .ق أعلن حسن خان سالار بن آصف الدولة العصيان على محمد شاه , مستغلا مرض محمد شاه الدائم ولكن الشاه أجبره على السفر إلى النجف والإقامة بها,ولكنه حاول رفع راية العصيان مرة أخرى فأرسل له الشاه أخاه حمزة ميرزا حشمة الدولة لصده فهزمه , فهرب سالار إلى قبائل التركمان . وقد سعى حشمة الدولة لتعقبه ,ولكن تراجع بسبب نشوب فتنة جديدة فى مشهد .
وقد ظهرت فى عهد محمد شاه ؛ آخر الحركات الدينية التى ظهرت فى إيران , والتي تسمى البابية(1) على يد شخص يدعى ميرزا على محمد, والذي قد لقبه أصحابه الكُثر الذين التفوا حوله , بلقب الباب , وقد قتل الباب بأمر الحكومة الإيرانية فى تبريز عام 1267هـ .ق/ 1850م , وبعد سنتين تقريبا قتل حوالى 40.000 من أتباعه , وبعد قتل الباب , صار ميرزا يحيى – أحد أتباعه- رئيسا للطائفة وهاجر إلى أدرنه بتركيا ,وهناك حدث خلاف بين أفراد الطائفة أدى إلى وفاة ميرزا يحيى فى عام 1912م , فتولى أخوه لأبيه ميرزا حسين زعامة الطائفة , واتخذ لنفسه لقب "بهاء الله"(2) أو البهاء الالهى , وسلمت بذلك البابية زمام أمورها إلى البهائية .
وتوفى محمد شاه عام 1264هـ .ق / 1848م فى قصره الجديد فى غرب " تجريش", عن عمر يناهز الثانية والأربعين بعد أن قضى فى الحكم حوالى أربعة عشر عاما وثلاثة شهور, وقد عرف محمد شاه بضعف النفس والعجز , ولم يكن يهتم بالشكاوى التى كانت تصل إليه من وزيره الحاج ميرزا الآغاسى, بسبب حبه الشديد له , مما أسفر عن إهدار أموال البلاد .
وقد ازدادت أوضاع البلاد سوءً بعد وفاة محمد شاه , حيث أعلن أغلب رجال الدولة عصيانهم ضد الحاج ميرزا الآغاسى , لسخطهم على أفعاله ,خاصة انه قد انتهز فرصة وفاة محمد شاه وجمع الجنود حوله فى طهران فى محاولة من للاستيلاء على الحكم , لكنه تراجع فى النهاية بعد وجد انه لن يستطيع أن يحقق ذلك, فتحصن بضريح حضرة عبد العظيم واحتمى به, فازدادت الفتن والاضطرابات فى اغلب الولايات ,وكادت أمور الدولة تفقد نظامها وترتيبها , لولا أن قامت " مهد عليا " أم ولى العهد , بإدارة دفة الأمور بمساعدة قلى ميرزا- الذى لقب باعتضاد الدولة بعد ذلك- وقد قامت مهد عليا بعقد مفاوضات مع ممثلي روسيا وانجلترا, واستُدعى ناصر الدين ميرزا , ولى عهد الدولة من تبريز إلى طهران , وكان حينئذ لايزيد عمره عن السادسة عشرة , من قبل مهد عليا وممثلي روسيا وانجلترا .
سلطنة ناصر الدين شاه

كانت رحلة ناصر الدين شاه إلى طهران تُعد فى مثل هذه الظروف محفوفة بالمخاطر, بسبب الاضطرابات التى ظهرت بعد وفاة محمد شاه , ولذا فقد تصدى محمد خان زنكنه الأمير العسكرى (أمير النظام),وكاتبه ميرزا تقى خان الفراهانى الوزير العسكرى , لمهمة تأمين ناصر الدين شاه خلال هذه الرحلة ,وقد بذل الأمير العسكرى وكاتبه أقصى جهديهما فى تأمين هذه الرحلة , لكن الأمير العسكرى محمد خان زكنه توفى أثناء تأديته لهذه المهمة , فمنح ناصر الدين شاه ميرزا تقى خان , لقب الأمير المتوفى , فأتم الأمير العسكرى الجديد المهمة على أكمل وجه , فكافأه ناصر الدين شاه قبل دخوله طهران بأن لقبه بلقب الأتابك الأعظم , واختاره لرئاسة وزارته , فبدد بذلك الاختيار, آمال الكثير من الطامحين إلى رئاسة وزارته, ووصل ناصر الدين شاه إلى طهران بأمان كامل , بفضل رئيس وزارته.
وعليه جلس ناصر الدين شاه على عرش أبيه,فى الحادى والعشرين من ذى القعدة عام 1264هـ.ق/ 1847م. هذا إلا أن الطامعين فى منصب رئاسة الوزارة , قد بدئوا فى معاداة تقى خان ,وعصيان أوامره منذ بداية فترة تولية هذا المنصب, وكان على رأسهم ميرزا آغا خان النورى وزير الجيش , الذى كان الآغاسى قد نفاه إلى كاشان , والذى كان قد قدم إلى طهران تحت حماية السفير الإنجليزي , إذ كان الانجليز يخططون لتنصيبه منصب رئيس الوزراء , بسبب أنهم كانوا يعتقدون أن تقى خان يميل إلى السياسة الروسية , فأمر ناصر الدين شاه, آغا خان بالعودة من حيث أتى , لأنه دخل طهران بدون إذنه , لكن آغا خان بقى بطهران بوساطة من الانجليز على أن يمارس عمله تحت إمرة تقى خان .
وفى سنة 1265هـ عاد حسن خان سالار, الذى كان قد فر إلى التركمان قبل وفاة محمد شاه, إلى مشهد وحاصر حمزة ميرزا خان حشمة الدولة بمشهد , فقام يار محمد خان الأفغاني,الوزير السابق لكامران ميرزا حاكم هراة, الذى كان قد قتل سنة 1256هـ , بنجدة حشمة الدولة وتحريره من الحصار واتحدا فى محاربة سالار ولكنهما لم يتمكنا من التغلب عليه, فعادا إلى مدينة جام التى كان يار محمد قد استولى عليها واستقل بها , فقرر سالار تعقبهما حتى مدينة جام مما أدى إلى حدوث حالة من الفوضى والاضطراب فى خراسان . فقام تقى خان رئيس الوزراء , بإرسال سلطان مراد ميرزا أخو حشمة الدولة إلى خراسان, ومعه مدفعيته وسبعة آلاف من المشاه, فاستطاع سلطان مراد أن يجعل الأمور تستقر فى خراسان,وضم إليه سبزاور وترشيز ونيسابور , ثم استدعى حشمة الدولة , الذى كان يعيش فى هراة فى حماية يار محمد , وأرسله إلى طهران , بأمر من تقى خان رئيس الوزراء , وولى هو حكم خراسان , وأخذ يحاصر مشهد ويحارب أتباع سالار بمساعدة تقى خان إلى أن استسلم المحاصرين من أتباع سالار فى أوائل 1266هـ , فدخل سلطان مراد مدينة مشهد , فاحتمى سالار وأخويه وولداه بضريح الرضا وطلبا عفو السلطان , لكن سلطان مراد قام بقتلهم جميعا , فانتهت بذلك فتن خراسان التى كانت تؤرق الدولة القاجارية ,و نال سلطان مراد لقب حسام الدولة .
وقد تمكن الميرزا تقى خان أيضا فى عام 1265هـ من القضاء على البابية الذين كانوا قد تمكنوا من تقوية نفوذهم فى يزد وخراسان ومازندران وزنجان, وتسببوا فى اختلال الأمن فى تلك الولايات, فقام بقتل رؤسائهم والقضاء عليهم بعد مواجهات شديدة مع أتباعهم .
وهكذا تمكن تقى خان من القبض على زمام أمور الدولة , وزاد قوة ونفوذا, خاصة بعد أن تزوج من أخت الشاه, فى عام 1265هـ , فبدأ يحول جهوده إلى إصلاح أمور الدولة الداخلية فقام بأعمال جليلة كان من أهمها ما يلى :
1- حذف الألقاب وصفات التشريف التى كان يرى أنه لا معنى لها , والتى كان الكتاب يستخدمونها فى مراسلاتهم فى العصر الصفوى وأوائل العصر القاجارى .
2- تعيين راتبا لكل موظف كل حسب كفاءته وعمله , حتى يسد عليهم طريق الرشاوى التى كانوا يأخذونها عنوة من الناس تحت اسم (المداخل) .
3- إسقاط الاقطاعات والهبات التى كان يأخذها رجال الدين والأمراء والمتملقين دون وجه حق , ليسد حاجة خزانة الدولة للأموال, مما أدى إلى تخفيض نفقات الدولة, وأدى بدوره إلى تخفيض الضرائب, ورواج التجارة الداخلية والخارجية, وشجع الصناعة المحلية, وحث الصناع والحرفيين على إتباع شروط الجودة التى تتميز بها الصناعة الخارجية, خاصة وأنه قد بعث بفريق منهم إلى البلاد الغربية لتعلم الحرف والصناعات بها .
4- القيام بنشر الصحف , والتشجيع على ترجمة الكتب, كما قام بتأسيس(المدرسة العالمية) بطهران, هذا فضلا عن إرساله بعض الطلبة فى بعثات إلى البلاد الأوربية, واستعان بمعلمين وأساتذة أوربيين فى التدريس, وأسس مدرسة دار الفنون(1) لتعليم الطب والفنون الحربية واللغات الأجنبية , التى تم افتتاحها بعد عزلة من رئاسة الوزارة بمدة قليلة.
5- إصلاح أمور الجيش من كافة النواحى, حيث اهتم بتدريب أفراد الجيش على يد معلمين أوربيين, وقام بتوفير المعدات الحربية للجيش, وشجع المدربين الإيرانيين على تقليد المدربين الأوربيين فى مجال التدريب وأمدهم بالمساعدات والحوافز .
6- قام رئيس الوزراء بالحد من نفوذ سفيرا روسيا وانجلترا, اللذان كانا يتدخلان فى أمور الدولة الداخلية كيفما يشاءان(1).
7- سعى رئيس الوزراء بكل ما لديه من جهد إلى تجميل العاصمة طهران والارتقاء بها, ورفع مستوى حال أهلها,فأنشأ لهم سوقا ومنزلا للقوافل سمى باسمه, وبنى بناء جديدا يضم بضعة دكاكين كان ليس له نظير فى الجمال فى طهران كلها , وسعى لجلب مياه نهر الكرج ليشرب منه أهل العاصمة, وسعى لتعمير المدينة وتنظيف حماماتها .
وعلى الرغم من كل ما تقدم من انجازات تقى خان ميرزا, إلا أنه كوفئ إزاء أعماله الإصلاحية هذه بحسد المغرضين وعداء الحاقدين من كبار رجال الدولة والأمراء, وكان على رأسهم أم الشاه الشاب مهد عليا(2), التى كانت تسعى بكل وسيلة إلى أن تجلس مكانه ميرزا آغا خان النورى ( وزير الجيش), وظلت تحرض ابنها على عزله.
ومع أن ناصر الدين شاه كان لا يزال حينئذ يعد صغيرا فى السن إلا أنه ظل فترة طويلة يقاوم ايعازات أمه وأعداء رئيس الوزراء, لكنه بدأ يستجيب لهم بالتدريج, وبدأ يغير نظرته إلى رئيس وزرائه المحنك, خاصة بعد أن لمس حب جنود الجيش لرئيس وزرائه, و تجاهله لأوامره, فعزف عن استدعائه ومشاورته فى أمور السلطنة, وأصدر أمرا بعزله من رئاسة الوزراء عام 1268هـ. ق/1852م, ولكنه استبقاه فى منصب رئاسة العسكر, وعين مكانه فى رئاسة الوزارة ميرزا آغا خان النورى ولقبه بلقب اعتماد الدولة,هذا إلا أن مهد عليا واعتماد الدولة خشيا أن يعطف الشاه على ميرزا تقى ويعيده إلى منصبه مرة أخرى, فحرضا ناصر الدين على إبعاده وذلك بتكليفه بحكم فارس أو قم أو أصفهان فرفض الأمير ميرزا تقى خان فى البداية ولكن قبل فى النهاية أن يتولى حكم مدينة كاشان.ولم يكتفوا بذلك بل حرضوا ناصر الدين فيما بعد على إصدار أمرا بقتله, فأرسلوا إلى كاشان من حرض الدلاك على قطع عروقه بالحمام, ففعل, فلفظ أنفاسه ودفن فى مدينة مشهد فى نفس العام.
ولأن ميرزا آغا خان النورى اعتماد الدولة, لم يكن فى كفاءة وحنكة ميرزا تقى خان, فقد أمر بعزل أغلب حكام الولايات والعمال الذين كان ميرزا تقى خان قد نصبهم فى مناصبهم , وعين بدلا منهم معارفه وأصدقائه, وأعاد بعض الرواتب التى كان ميرزا تقى خان قد قطعها عن الأمراء وغيرهم , فتدهورت أوضاع البلاد على مستوى السياسة الداخلية والخارجية .
وفى عام 1273هـ .ق /1856م تحرك جيش إيران إلى أفغانستان , واستولى على هراة, فطلبت بريطانيا سرعة الجلاء عن هراة, وأعلن الحاكم الانجليزي العام فى الهند الحرب على إيران, ونزلت القوات البريطانية على خليج فارس, وعجزت روسيا- التى كانت تربطها بإيران علاقات ودية متينة فى عهد ناصر الدين شاه- عن إمداد إيران بالمساعدة فى حربها مع بريطانيا, فاضطر ناصر الدين إلى التسليم, وانسحبت إيران من هراة, واعترفت باستقلال أفغانستان بمقتضى معاهدة باريس(1) التى أبرمت فى عام 1274هـ . ق/1857م وقد منحت هذه المعاهدة أيضا, امتيازات أجنبية وحقوقا تجارية إلى بريطانيا العظمى .
وهكذا اشتدت وتيرة التنافس بين روسيا وبريطانيا على المسرح الايرانى السياسى, وكان هذا التنافس يركزعلى التدخل فى الاقتصاد الايرانى,وذلك بسبب زيادة النشاط الصناعى الذى ظهر فى الغرب,والذى تطلب منهم توفير المواد الخام, وفتح أسواق جديدة لتصريف منتجاتهم الصناعية, مما جعلهم ينظرون إلى الأقاليم البعيدة على أنها مجال للغزو الاقتصادي, الذى كان يتطلب بدوره شيئا من التدخل السياسي,وقد طبقت هذه السياسة فى إيران؛ فى صورة التنافس فى الحصول على الامتيازات.
وقد كانت هذه الحرب وما ترتب عليها من آثار سببا فى اضطلاع ناصر الدين شاه على فساد الأمور فى عهد رئاسة اعتماد الدولة للوزارة,مما دفعه إلى عزله عنها فى عام 1275هـ .ق, وامسك بنفسه زمام الأمور وأمر بتشكيل أكثر من وزارة فى إيران أسوة بلاد أوربا , ففوض وزارة المالية إلى ميرزا يوسف مستوفى الممالك الآشيانى الذى سبق أن نفاه اعتماد الدولة إلى آشتيان , كما استوزر على قلى ميرزا اعتماد السلطنة لوزارة العلوم , وميرزا محمد خان قاجار الذى لقب بلقب (سپهسالار) أى قائد الجيش فى وزارة الحربية(2), وظل هذا الحال حتى عام 1281هـ.ق حين تصدر الوزارة ميرزا محمد خان القاجارى رئاسة الوزارة, وقد استمرت فترة وزارته حتى عام 1284هـ.ق, حيث أسند الشاه منصبه إلى وزير ماليته ميرزا يوسف مستوفى الممالك , فأخذ يدير منصب رئاسة الوزراء حتى عام 1288هـ .ق دون صفة رسمية, ثم عين الشاه ميرزا حسين خان مشير الدولة,الذى كان يشغل منصب وزير العدل وتوظيف العاملين والأوقاف ثم وزيرا الحربية, رئيسا لوزارته, وقد كان رجلا متعلما محبا للإصلاح حيث عمل على إصلاح وضع البلاط وهيئة الوزراء, ثم عمل على تنظيم أمور الجيش وكان يسعى إلى أن تكون إيران دولة راقية تنعم بتطبيق العدل والمساواة على أراضيها, وحتى يطلع الشاه على نموذج رقى البلاد , صاحبه إلى بلاد أوربا فى عام 1290هـ,على الرغم من معارضة رجال الدين(1).وقد عاد ناصر الدين شاه من أوربا بمستلزمات مطبعة كاملة إلى إيران , فزاد انتشار الصحف فى عهده , وعمت المطابع بعد ذلك تبريز وطهران وسائر مدن إيران.
وكان مسلسل الامتيازات الأجنبية قد بدأ على الساحة الإيرانية قبل رحلته هذه إلى أوربا , ففى عام 1289هـ .ق/1872م, حصل البارون رويتر وهو صاحب مصرف بريطاني على امتياز عجيب من ناصر الدين , تقع تفصيلاته فى أكثر من عشرين مادة , أعطى بريطانيا الحق فى إنشاء السكك الحديدية, وطرق المواصلات بالسيارات, واستغلال الثروة المعدنية والبترول لمدة سبعين سنة, كما أعطتها الحق فى الإشراف على الأعمال الجمركية لمدة أربع وعشرين سنة.
وقد كان من الطبيعى أن تُغضب تلك الامتيازات التى مُنحت لبريطانيا الروس,حتى أنهم استقبلوا ناصر الدين شاه عندما زار بلادهم بفتور شديد, فألغى الامتيازات التى أعطاها لبريطانيا عقب رجوعه,ومع هذا ؛ فقد عاد واسترضى رويتر مرة أخرى فى سنة 1307هـ.ق/1889م,فمنحه حق إنشاء المصرف الامبراطورى لإيران.وفى عام 1308هـ.ق/1890م أعطيت شركة انجليزية حق احتكار الطباق والدخان, ولكن زعماء رجال الدين قادوا حملة أعلنوا فيها تحريم الطباق فى إيران حتى أُلغى حق الاحتكار,ولكن انجلترا اجتهدت للحصول على امتيازات جديدة بعد عام 1863م تخص إنشاء خطوط البرق فى جميع أجزاء إيران الغربية .
وفى المقابل لم تقف روسيا مكتوفة الأيدي أمام هذه الأحداث؛ فقد سعت لدى ناصر الدين شاه فى عام 1297هـ.ق/1879م , فحصلت على موافقة الشاه على إنشاء لواء القوازق الفرس على النمط الروسي على أن يدربه ويقوده ضباط من الروس, وبالفعل أعدت هذه القوات سريعا فى طهران وبعض المدن الشمالية(1),وفى عام 1306هـ.ق/1888م حصل احد الرعاة الروس على امتياز يمنحه حقوق الصيد فى بحر قزوين, كما حصلت روسيا على امتياز فتح مصرف روسي وهو مصرف الخصم فى طهران فى عام 1309هـ.ق/ 1891م.
وتوالت عملية اقتسام الكعكة فى إيران؛ ففتحت أمريكا سفارة لها فى طهران سنة 1300هـ/ 1882م , وظفرت خمس عشرة دولة أجنبية على الأقل بحقوق وامتيازات أجنبية لرعاياها المقيمين فى طهران , فى المدة بين (1272- 1318هـ) /1855- 1900م .
وانتهى أمر إيران سنة 1324هـ.ق /1907م بمعاهدة " سانت بطرسبرج " التى تم بمقتضاها تقسيم إيران إلى ثلاث مناطق نفوذ , روسية فى الشمال وأخرى بريطانية فى الجنوب وبينهما منطقة عازلة .
ومن الجدير بالذكر أن ناصر الدين شاه قد حاول قدر استطاعته أن يخدم بلاده, ولكن الظروف كانت أقوى منه , فبعد قيامه برحلتيه إلى أوربا أيقن أن إيران فى حاجه إلى الاقتباس من الفنون والأساليب الأوربية حتى تستطيع أن تتخذ مكانها بين دول العالم ,كما أيقن أيضا أن الامتيازات الأجنبية الممنوحة للدول الأجنبية ورعاياها, جعلت الفائدة التى تعود على إيران قليلة,وأن كل ما حدث من وراء قراراته بشأنها هو أن امتلأت طهران بالأجانب, الذين أخذوا يتطلعون إلى تكوين ثرواتهم على حساب الشعب اﻹيرانى , وقد بذل الشاه محاولات جادة لتحسين نظم القضاء والإدارة العامة؛ ولكن مجهوداته لم تكلل بالنجاح.
ومما زاد الأمور سوء فى الدولة,هو تولى ميرزا على أصغر خان أمين السلطان ابن الآغا محمد إبراهيم, مسئول مشارب الشاه, أمر رئاسة الوزارة, بعد وفاة مستوفى الممالك سنة 1304هـ.ق/1886م, وقد ظل أمين السلطان رئيسا للوزارة حتى نهاية عهد ناصر الدين, ولأنه كان رجل دسائس, فقد استولى على عقل الشاه, فأعطاه وزارة البلاط والداخلية والجمارك والخزانة وإدارة دور ضرب العملة وحكومة المواني , ولم يكن بالرجل المناسب لهذا المنصب, فقد كان لا يهتم بإصلاح البلاد وترقيتها,بل كان يسعى إلى المحافظة على مناصبه وكسب رضا الشاه ورجاله, وقد صاحب الشاه فى سفرته الثالثة إلى أوربا سنة 1306هـ.ق /1888م, و التى قد منح خلالها ناصر الدين شاه امتيازات بالغة الضرر بإيران إلى انجلترا, بتشجيع من أمين السلطان.
وقد كان من جملة هذه الامتيازات حق افتتاح دور الميسر واليانصيب والقمار فى إيران واحتكار بيع وشراء الطباق والدخان والمخدرات لصالح شركة انجليزية لمدة خمسين سنة فى مقابل ان تدفع تلك الشركة إلى إيران,خمسة عشرة ألف ليرة انجليزية وربع أرباحها . وقد ألغى الشاه امتياز الميسر واليانصيب والقمار فور عودته من رحلته, أما امتياز الدخان فقد ظل قائما.
ومجمل القول أن الفساد قد استفحل فى بلاط ناصر الدين شاه, ولم يكن من بين رجال الدولة القائمين على أمورها من يفكر فى الإصلاح , خوفا من نفوذ أمين السلطان الذى فاق الحدود.
وقد لجأ الاستعمار إلى مقاومة الدين الاسلامى ورجاله لأنهم كانوا بمثابة سد منيع ضدهم, وفى المقابل وقف لهم رجال الدين فى إيران واشتد التيار الديني قوة ونموا , وقد ساعد فى نموه زيارة جمال الدين الأفغاني إلى إيران و التى أسس خلالها تيار (الاتحاد الاسلامى) الذى هاجم الاستعمار بشدة من أجل إيجاد حكومة دستورية, وسعى إلى توحيد العالم الاسلامى, وقد كان ناصر الدين يرفض كل الأفكار والمقترحات الإصلاحية لجمال الدين الأفغاني, وعلى الرغم من أن جمال الدين قد جاء إلى إيران بناء على دعوة ناصر الدين نفسه إلا انه طرد منها بضغط من السفارة الانجليزية.
وبدا الشعب الايرانى الثورة على هذه الأوضاع, بعد أن اطلع على أحوال البلاد الأجنبية من خلال الصحف الفارسية الصادرة فى اسطنبول, وتابعوا ما تحصل عليه هذه الدول من امتيازات مجحفة للشعب الايرانى, وكان يرأسهم فى هذه الثورة الحاج ميرزا الآشتيانى فى طهران والحاج ميرزا حسن الشيرازى فى مشهد وقد جاهد كلاهما حتى ألغى الشاه امتياز الدخان خشية ثورة الناس وإعلان العلماء الجهاد واستصدار فتوى من قبل رجال الدين بتجريم الدخان(1).
وبدا الشعب الايرانى يعرف حقوقه عن طريق علماء الدين والتجار المطلعين على أحوال أوربا, وأخذوا يفكرون فى إصلاح الفساد ونقد أسلوب الحكم الاستبدادي والاعتراض على أعمال أمين السلطان وكان يقودهم فى هذا عدة أشخاص منهم الحاج الشيخ الهادى النجم آبادى , والسيد جمال الأسد آبادى الهمدانى (الأفغاني)المعروف بجمال الدين الأفغاني عن طريق كتاباته ومؤلفاته وغيرهم من دعاة الإصلاح (1).
وفاة ناصر الدين شاه
توفى الشاه ناصر الدين اثر طلقة نارية تلقاها أثناء زيارته لضريح الشاه عبد العظيم , من قبل ميرزا رضا الكرمانى سنة 1313هـ.ق/1896م, بعد أن قضى فى الحكم تسعة وأربعين عاما.
سلطنة مظفر الدين شاه
كان مظفر الدين هو الابن الرابع لأبيه ناصر الدين شاه , وقد تولى ولاية العهد لأبيه منذ عام 1274هـ وظل يشغلها حتى وفاة والده, وذلك بسبب وفاة أخويه معين الدين ميرزا وأمير قاسم خان فى صغرهما, أما أخيه الثالث فلم ينلها لأنه أمه لم تكن من الأسرة الحاكمة.
وكان مظفر الدين شاه قد أمضى شبابه فى الكسل والبحث عن الملذات , حيث كان يقيم فى تبريز بإقليم آذربيجان- التى كانت تقع فى ذاك الوقت تحت سيطرة الروس- فلما تولى الملك بعد والده سنة 1314هـ /1896م أبقى على أمين السلطان« وزير والده» فى منصبه؛ ولم يبذل أى مجهود , أو اهتمام صادق بمهام الدولة .
ثم عزل الشاه أمين السلطان عن رئاسة الوزارة فى عام 1314هـ أى بعد حوالى سبعة أشهر من توليه الحكم, وعين أمين الدولة خلفا له فى الحادى عشر من ذى القعدة من نفس العام , ثم نصبه رسميا فى رجب سنة 1315هـ , فقد كان مظفر شاه يحاول من تصرفه هذا أن يسترضى المعارضة, حيث كان قد استوعب الدرس بشدة , فقام بقلب سياسة والده رأسا على عقب, فخفف الرقابة على الصحف الإيرانية والأجنبية على حد السواء , وشجع البعثات العلمية إلى الخارج من جديد , وعين مالكوم سفيرا لإيران فى روما , وتوسع فى فتح الكليات الحديثة للزراعة والعلوم السياسية , وسمح لأول مرة بإنشاء الجمعيات التجارية والثقافية والتربوية, مما أتاح فرصة ذهبية لتآلف مصالح كل الشرائح الاجتماعية, وتعاون أعضاء الجمعيات والنقابات للارتقاء بأوضاعهم .
وبناء على ذلك عمل أمين الدولة أيضا على إصلاح الأمور فى الدولة,وذلك بالسعى إلى تنفيذ المشروعات التى كان قد أعدها كل من الأمير الكبير وحاجى ميرزا حسن خان السپهسالار فى هذا المجال,فأطلق حرية الصحف,وأسس جمعية لتطوير العلوم,وعمل أيضا على إدارة المالية والجمرك والخزانة إدارة منظمة وقام باستقدام مستشارين من بلجيكا(1)للمساعدة فى تسييرالأمور, وعمل على القضاء على تزوير المستوفيين ونهبهم لأموال الدولة بمعونة الموظفين الماليين .وهكذا نجحت مساعى أمين الدولة فى تنظيم ميزانية الدولة ومنع الرشاوى,وتأسيس سبل العدالة وذلك بتحديد رواتب رجال الشاه,مما أدى إلى تحريك عداوتهم له بالتحالف مع أعوان أمين السلطان « رئيس الوزراء المعزول » وعيهم إلى إزكاء روح العداوة بينه وبين السلطان, حتى عزله عن منصبه فى سنة 1316هـ , وأعاد أمين السلطنة مرة أخرى إلى رئاسة الوزراء , و التى قد استمرت حتى عام 1321هـ.
فعادت الدولة إلى سوء الحال من جديد, على يد أمين السلطان ,الذى لقب بالأتابك الأعظم , وتكبدت إيران أضعافا مضاعفة من النكبات من قبيل العجز المالي للدولة وتوقف الإصلاحات الداخلية, وزيادة أعداد السارقين والمرتشين,هذا بالإضافة إلى رحلات الشاه إلى أوربا التى كبدت الدولة مبالغ طائلة , وتركت خزانة الدولة خاوية على الدوام , فى حين أخذ الأمراء ورجال البلاط يكدسون الثروات, فى وقت لا يستطيع فيه الموظفون العموميون الحصول على مرتباتهم, هذا بالإضافة إلى امتلاك عدد قليل من الملاك الكثير من العقارات بينما الفلاحين يعيشون على الكفاف , فتهدمت وسائل الرى , وزحف الجدب على القرى والحقول .
وأدى ذلك كله إلى احتياج إيران إلى المال مما جعلها تقترض قرضا من روسيا , سنة 1318هـ/ 1900م , مقداره 22 مليون روبل بفائدة قدرها 5%(2), وقد تبدد معظم ذلك القرض على رحلة الشاه إلى قام بها إلى أوربا فى نفس العام , فطلبت إيران على الفور قرض آخر من روسيا كان مقداره هذه المرة 10 مليون روبل, بادر مظفر الدين شاه على إثره بالسفر إلى أوربا على الفور,هذا بالإضافة إلى قرض ثالث اقترضته إيران هذه المرة من انجلترا فى نفس عام 1318هـ , وقد ضاع فى مقابله عائدات مصايد بحر الخزر,والبريد والبرق وجمارك فارس والخليج, وهكذا استقرت أهم موارد الدخل القومى فى أيدي الأجانب, مما زادهم تسلطا أكثر مما مضى ؛كما أبرمت روسيا مع إيران اتفاقية جمركية, نصت على فرض رسوم جمركية بسيطة على البضائع الواردة من روسيا, بينما يتم فرض رسوم جمركية مرتفعة على البضائع من الدول الأخرى .
ولم يكن أمام الاصلاحين من أفراد الشعب الايرانى, إزاء هذه السياسات الخاطئة إلا أن يثوروا على هذه الأوضاع, وأن يطالبوا بعزل أمين السلطان,فاستجاب لهم السلطان وعين مكانه سلطان مجيد ميرزا «عين الدولة» سنة 1321هـ/1903م , وقد نهج عين الدولة أسلوب ملاطفة المطالبين بالتغيير وإقامة الدستور من قادة الحركة الدستورية فى بداية الأمر, ولكنه تعامل معهم باستبداد فيما بعد .وهكذا بدا من ينادون بالدستور,فى حاجة ماسة إلى تأسيس جمعية سرية للحركة الدستورية فى سنة 1323هـ/1904م , وقد توالت منذ هذه الفترة وحتى عام 1324هـ/1906م تأسيس خمسة من الجمعيات السرية, لعبت جميعها أدوارا رئيسية فى الثورة الدستورية, وهذه الجمعيات هى : الجمعية السرية , المركز السرى , الحزب الاشتراكى الديمقراطي,الجمعية الإنسانية , اللجنة الثورية. وقد كان قيادات هذه الجمعيات الخمسة هم من سعوا فى نشاط إلى القيام بالثورة الدستورية, بل وهم من كونوا فيما بعد النواة الحقيقية للأحزاب السياسية الإيرانية.
وهكذا صار الجو مهيئا فى إيران إلى إحداث التغيير, فتجمع التجار وغيرهم من سكان طهران, وبعض رجال الدين والأشراف, حتى بلغ عددهم عشرة آلاف نسمة وقصدوا دار السفارة البريطانية, ليكونوا فى مأمن من الاعتقال, وترك بقية رجال الدين المدينة إلى قم ,فشل بذلك النشاط الاقتصادي والاجتماعي فى طهران, مما جعل الشاه يعد بالقيام بالإصلاحات, وتجدد الضغط عليه من جديد,وطالبوا الشاه بتأسيس دار العدالة, وعزل عين الدولة الذى يقف عقبة فى طريق تأسيسها وبإعلان الدستور,فاستجاب لهم وعزل عين الدولة, وعين مكانه ميرزا نصر الله خان النائيتى «مشير الدولة», وأعلن الدستور فى أغسطس سنة 1324هـ/1906م, وتكون أول برلمان وطني إيراني ودونت القوانين الأساسية, ووقعها الشاه فى الرابع عشر من ذى القعدة من نفس العام, وبدأ سريعا فى ممارسة مهامه بجدية, بمعالجة الكثير من المشاكل التى عرضت عليه, وتوفى مظفر الدين بعدها بخمسة أيام فى يناير سنة 1907م/1324هـ.
سلطنة محمد على شاه

كان محمد على ميرزا قد تولى ولاية العهد لأبيه فى سنة 1313هـ , وهو ابن ابنة ميرزا تقى خان « الأمير الكبير» وقد كان يحكم آذربيجان من قبل والده, وقد استدعى منها إلى طهران فى أثناء مرض أبيه, فتولى الحكم بعد وفاة والده باسم «محمد على شاه» فى عام 1324هـ /1907م , وأقر القانون الأساسي للدستور فى مارس سنة 1907م , الذى كان والده قد وقع عليه قبل وفاته, ووعد بأنه سوف يسير وفق الدستور ووفق بنوده, ولكن انقلب على الدستور وأئمته بعد جلوسه على العرش بقليل , وقد تجلى موقفه هذا بوضوح تام عندما أقام حفلا لتتويجه على العرش واستضاف كبار رجال الدولة والسفراء والقناصل الأجانب ورجال الدين المتعاونين معه , وتعمد ألا يستقبل أيا من رجال المجلس النيابي «مجلس الدستور»
ولكن نواب المجلس النيابي اكتشفوا حاجة الدستور إلى مزيد من المواد القانونية لتحديد العلاقة بين السلطات الثلاث «التنفيذية والتشريعية والقضائية», فاختاروا عناصر من المجلس النيابي لتكوين لجنة مصغرة تنحصر مهمتها فى إضافة المواد القانونية المطلوبة , وقد كانت تلك المواد تركز على مسؤولية الدولة أمام المجلس,وكذلك حق المجلس فى عزل الوزراء,والتصديق على أعضاء الحكومة الجديدة هذا بالإضافة إلى تحديد البنود التى تنظم العلاقة بين المجلس النيابى والسلطة القضائية فى الدولة. وقد ألزم المجلس اللجنة المصغرة بالانتهاء من هذا الأمر فى مدة لاتزيد عن ثلاثة أشهر(1).
هذا إلا أن إقدام الشاه على عقد اتفاقية مع روسيا سنة 1907م, تقضى بأن تفوض إلى روسيا السيطرة المباشرة على شمال إيران , قد أدى إلى سؤ العلاقات بين الشاه والمجلس النيابي فقرر الشاه التخلص من أعضاء المجلس بدعوى فشل المجلس فى تخفيض أسعار الطعام التى وعدوا بها فى أثناء تشكيله . ولكن السبب الحقيقي من جراء عداء الشاه للمجلس كان يكمن فى رفض أعضائه توسيع صلاحيات الشاه على حساب المجلس , حيث كان قد طلب منهم زيادة قواته الخاصة إلى عشرة آلاف جندي , هذا بالإضافة إلى منحه حق الإشراف على تعيين الوزراء , هذا وما إن رفض أعضاء المجلس مطالبه بإجماع الأصوات حتى سارع الشاه بقطع أسلاك البرق بين طهران وبقية المدن الإيرانية, ووزع منشورا باسمه تحت عنوان «طريق النجاة» كال فيه الاتهامات للمجلس وأعضائه بعرقلة عمل الحكومة وإهمال احتياجات الشعب والتركيز على مصالحهم الشخصية ووزع هذا المنشور على سكان طهران سنة 1908م , وناشد السكان التزام مساكنهم .
وفى الجهة المقابلة اتفق أعضاء المجلس النيابي على مواجهة هذه الأزمة فوزعوا أنفسهم على المساجد وأماكن التجمعات, وقاموا بإلقاء الخطب التى توضح موقفهم أما الشعب, وهكذا بدأ الصراع الفعلي بين الطرفين يظهر على صعيد الشارع الايرانى,حيث انتهزت قوات القوازق الفرصة ونهبت البازارات وممتلكات الأهالى بسبب عدم حصولهم على رواتبهم . ومما زاد الأمر سوء هو إقدام الشاه على الاتفاق مع قائد القوازق الروسي «ليخالوف» على ضرب المجلس بالمدفعية وقتل من يعترض عمله فى يوليو سنة 1908م . وأمر بالقبض على السيد بهبانى وفيه إلى كرمان شاه ثم كربلاء , وأمر بتحديد إقامة السيد طباطبائى فى داره بخراسان.
ورفض الوطنيين موقف الشاه ومن سانده وقاد رجال الدين مسيرة فى النجف وكونوا جبهة أنصار المجلس النيابي والدستور وعارضوا فكرة المجلس الاسلامى التى طالب بها الشاه , وحسما الخرف بإصدار فتوى فى يناير سنة 1909م , تقضى بإعلان الجهاد من أجل الدستور والمجلس, وطالبوا بحماية أعراض وأموال المسلمين, وحرموا دفع الضرائب إلى عمال الحكومة, واتهموا كل من لا يعمل بنص الفتوى بأنه يحارب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهكذا أشعلت فتوى رجال الدين الثورة فى العديد من المدن الإيرانية من تبريز وگيلان وأصفهان حتى طهران, مما جعل كل من روسيا وبريطانيا تتخوفان على رعاياهم فى إيران , فضغطا على الشاه لإعادة المجلس النيابي, فاضطر الشاه إلى إعلان عودة الحياة النيابية مرة أخرى فى ابريل سنة 1909م , ولكن الجماهير لم تهدأ وظلت على ثورتها وتوافدت على طهران القوات المتطوعة الثائرة والتحمت بقوات الشاه فى معركة دامية , انتهت بهزيمة قوات الشاه فى 16/ يونيو من نفس العام , فاضطر الشاه إلى الهروب للسفارة الروسية , مما أكد خيانته أمام شعبه .
فاجتمعت القوات الوطنية المنتصرة وقررت عزل الشاه , وتولية ابنه الصغير أحمد ميرزا الذى كان فى الثانية عشرة من عمره , خلفا له , وتكليف «عضد الدولة » رئيس الوزراء(1) بإدارة شؤون الحكم كنائب للشاه الجديد.وعقدت القيادات الوطنية اتفاق مع كل من روسيا وبريطانيا فى سبتمبر من نفس عام 1909م يقضى بتحديد مرتب للشاه المخلوع فى منفاه بروسيا , وألزموه بعدم التعرض عسكريا إلى إيران أو محاولة استعادة الحكم مرة أخرى .
د/ فتحية الدالى
د/ فتحية الدالى
عضو ماسى
عضو ماسى

عدد الرسائل : 148
العمر : 59
الدولة / المدينة : مصر
تاريخ التسجيل : 27/11/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى